Friday, April 18, 2008

عشرون يوماً تكفي


عشرون يوماً تكفي

أنا فاكر...ليلة 20 رمضان 1425 ...بعد التراويح...و أنا بأستعد في البيت إني أروح أعتكف مع اصحابي في جامع البر بالوالدين اللي جنب الأرقم...

لميت فرشتي و حاجتي...و اخوي خدني بالعربية...و رحنا للجامع..

دخلت...و فرشتي تحت باطي...و قابلت ابن رفعت و بشمهندس أكرم (ربنا يرجعه بالسلامة و نشوفه قريب باذن الله)

و مصطفى حسن و ابن عاطف و مصطفى ناصر و خالد...

سلمنا على الشباب و فرشنا الفرشة الحمد لله...و الدنيا كانت زنقة كعادة أي اعتكاف (ف الأول يعني)...و بعدين الناس بتمشي بعد كدة...فتوسع..:)

و بعدين من بعيد...شفت واحد في المحراب...

كان بيصلي...و بعد ما خلص صلاة...قعد يقرأ قرآن...

مين الراجل اللي ما قامش من مكانه بقى له ساعة ده؟

و بعدين مصطفى حسن ياخدني انا و ابن رفعت عشان نتعرف على الراجل ده...

أحمد...بشمهندس (.................)

بشمهندس..أحمد سمير أولى طب عين شمس..

محمد رفعت ....إعدادي هندسة عين شمس (آسف يا رفعت...إني جبت السيرة الأليمة ده)

أهلا و سهلا...

و انتهى اللقاء الأول بسرعة...عشان يروح يكمل قراءة في المحراب و احنا نخش ننام..و هو لسى زي ما هو...

صحينا بالليل في التهجد..و أنا كنت عايز أنام جدا...و صوت الأخ القارئ كان حلو...بس بينيم جدا...فكنت بأنام تقريبا و أنا واقف...فكنت باحرك رجلي كتير عشان ما انامش ...و كان جنبي ياسر فرج...و قال لي : يا بني ..هو انت عامل زي الزنبلك كدة ليه؟

خلص التهجد...و جه و قت السحور...و احنا بنتسحر...كعادة الإخوة دايما...لازم تعارف على أي أكل..

اتعرفنا...

و جه دور البشمهندس...

(.....................)...مهندس

و ده كانت تاني مرة أشوفه فيها...و كان الغموض يزداد و كذلك الشوق لمعرفة هذا الرجل أكثر!!!

كانت ساعتها أيام انتخابات الكلية...

و كنا بنصحى بالعافية 7 الصبح عشان نلحق نروح

جمع الإخوة في الكلية الساعة 7 و نص ...

و كنا بنرجع ع الفطار عادة...أو قبليها بشوية...

رجعت ع الفطار..و فطرنا الحمد لله..بس هو ما كانش موجود ع الفطار...

و انا كان عندي درس اناتومي..رحت الدرس و خلص على آخر التراويح كدة...و رجعت لحقت ركعتين تقريبا ..و دخلت نمت...

و صحيت على صوت ابن رفعت و هو بيقول لي خبر (أول جواب تحقيق من الكلية يشرف عنده في البيت)..

إيه؟؟ بجد...

و والده مش عارف...و والدته خايفة جدا و قلقانة....

كان وقع الخبر ده عليّ جامد...لأن أول مرة أحس إن الابتلاء في طريق الدعوة بدأ يوصل لنا عملي..مش حكايات بتتقال و خلاص...

و بعدين دخلت الحمام...و رفعت راح قعد معاه...هو و مصطفى حسن...

خرجت من الحمام...و رحت قعدت معاهم...

و كانت أول قعدة معاه..حسيت من ساعتها...قد إيه الراجل ده...في وادي تاني و ملكوت تاني غير اللي احنا فيه...حسيت فيه بمعية الرحمن...معية الرحمن بجد...حسيت ان الراجل ده عا

يش عشان ربنا...ربنا وبس..

أول حاجة سمعتها منه..و ما كنتش سمعت الحديث ده قبل كدة :

(من خاف أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل ، ألا إن سلعة الله غالية ، ألا إن سلعة الله الجنة)

ما كنتش عارف إنه حديث...و قعد يعلق على الحديث ده تعليق في منتهى الروعة...

و بعدين دخل في موضوع سنن ربنا في الكون و في الابتلاء

و الصبر على الابتلاء...و استغلال الابتلاء في التقرب لربنا أكتر...و إن الابتلاء عامل زي الترقية...إن صبرت عليه...استنى اللي أصعب منه عشان تترقى أكتر...

و تتابعت الأيام..و أنا بأراقبه باهتمام شديد جدا...

و كنت متضايق من الاعتكاف عشان كتر التهريج اللي فيه و التهييس اللي كان بيحصل و الخناقات...(شباب ثانوي اللي كانوا ثانوي ساعتها)

رغم ان كان فيه ايام ايمانية عالية جدا برضو...

بس السبب الرئيسي إني كملت الاعتكاف هي فرصة التقرب للراجل ده و التعرف عليه اكتر...

المهم..في اليوم السادس تقريبا...رجعت من الدرس..و لقيته بيدينا درس في المعتكف...

الدرس كان عنوانه " الربانية"

و تقريباً ده تاني أحلى درس سمعته ف حياتي...

بسببه تغير عندي حاجات كتييييييير اوي ف دماغي...

أحسب إن الدرس اتقال بإخلاص عالي و لا أزكي على الله أحداً...

ده كان أول اعتكاف قضيته معاه...

و السنة اللي بعدها ...جه قعد معانا كام يوم في دار الإيمان...

بس ده كانت أيام انتخابات مجلس الشعب...فكنا بنتقابل قليل أوي...

إلا برضو إن مقابلته كانت عندي بالدنيا كلها...

آخر مرة قابلته فيها لما كنا عند محمد رفعت لما عزمنا على الفطار ف رمضان 1427 (قبل اللي فات),,,و ده كانت آخر مرة أشوفه فيها قبل ما يحصل اللي بيحصل...

و أخيراً....موقف ظريف جدا حصل معاه...

كنت ماشي أنا و خالد شعبان مع بعض بعد صلاة الجمعة أيام الامتحانات و كان فيه كتب كتاب حد ..مش فاكر مين و الله...و كنت لابس لبس غريب الصراحة (على راي رفعت...بيجامة المخبرين)

المهم...كنت انا مروح عشان البس البدلة عشان اروح كتب الكتاب...و كان معاي 2 جنيه و نص ف جيبي و كنت جعان...

جيت رايح انا و خالد السوبر ماركت اللي قدام بيته القديم عشان اشتري 2 " قلبظ" و ناكلهم مع بعض...

قال لي انه مش عايز...قلت له : و ماله..جيت فاتح واحد و قعدت آكل فيه...و راشق التاني تحت باطي...

مين بقى عدى ساعتها...

هو الراجل ده...

كنت ساعتها في نصف هدومي...مكسوووووووووووووووووووف جداااااا....


ف الآخر...

الراجل ده اتعلمت منه كتير قوي..قوي..قوي ...رغم قصر المدة اللي عاشرته فيها...

عايز تشوفه...

روح زوره في طرة...

أصل الحكومة شافت أنه خطر على أمنها و شبابها..

فقالت تحبسه عشان ما يبثش أفكاره المسمومة ف دماغ العيال أمثالنا...

أستاذي...لم أعاشرك إلا 20 يوماً فقط من حياتي..

إلا إنه 20 يوماً معك ..تكفي لتعلمني سنين و تبث فيّ من الحب و التقدير ما لا تبثه الشهور و السنين...

حسبنا الله و نعم الوكيل...فيمن منع الناس أن ينهلوا من عطائك الذي بلا حدود...

6 comments:

Mo3Az said...

جميلة اوى التدوينة دى ماشاء الله
احساسها عالى
جزاك الله خير

اعتقد انك بتقول عن المهندس ايمن
صح؟
ربنا يفك اسره واسر كل الشرفاء
حسبنا الله ونعم الوكيل

Ahmed El-Agouz said...

ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون
ربنا يكرمك يا دكتور
ومتشكرين علي اللينك
عجوز

ibnsina said...

هو بشمهندس ايمن فعلا
ربنا يفك اسره و يفك اسر إخوانه كلهم باذن الله

Ahmed El-Agouz said...

لك عندي تاج ياريت تتفضل بقبوله
العجوز

http://a-agouz.blogspot.com/

آية الله said...
This comment has been removed by the author.
آية الله said...

ما شاء الله كلامك بيوصل بسرعة يا دكتور
واحساسك الايماني أغبطك عليه(مش بقر يعني ولا حاجة)
واحنا فعلا محتاجين من الحاجات دي كتير
عشان ندخل على رمضان واحنا مستعدين بإذن اللهويكون رمضان الجاي ده رمضان عتق للمسلمين

أسأل الله للمسلمين الإخلاص في النية وصدق القول
وجزاك الله خيرا